قراءات في المشهد العراقي

قراءات في المشهد العراقي

  • قراءات في المشهد العراقي

اخرى قبل 4 سنة

قراءات في المشهد العراقي

* عبدا لحميد الهمشري

لا بد من الإشارة قبل البدء في تناول ما يجري في العراق منذ الانتفاضة الشعبية المتواصلة رفضاً للطائفية والتغول الإيراني في الشؤون العراقية ودحراً للوجود الموسادي على أرضه والذي يغذي كل ما هو طائفي في أرض العراق الأشم ، وهتافاً للشهيد الراحل شهيد يوم الحج الأكبر وصفوة رجال البعث من مختلف مكونات الشعب العراقي وحرية العراق إلى إيضاح أمر غاية في الأهمية وهي أن ثورة العراق المظفرة بعون الله وتأييده والتي اندلعت شرارتها منذ بداية شهر تشرين أول /أكتوبر من العام الجاري قد جاءت نتيجة لتراكمات ضاق الشارع العراقي ذرعاً بها جراء ممارسات القوى السياسية التي اعتمدت المحاصصة الطائفية لنهب ثروات العراق واقتسامها مع المحتلين الأمريكي والإيراني وإبقائه بلا بنية تحتية وهتك حرماته واستقلاله ، ما أدى للعودة به لما قبل القرون الوسطى وتركه ساحة صراع ، المستفيد منها بعد ملالي إيران والمرجعية ، القوى المليشياوية التي تعمل لصالح أحزاب بالاسم عراقية مرتبطة بإيران لدرجة أنها كانت وراء تغول داعش في الوسط السني لإبقاء السنة عاجزين عن صنع شيء في مواجهة تردي الأوضاع المعيشية في مناطق السنة أسهمت فيها إلى جانب المليشيات الشيعية مليشيات الأكراد في مناطق نينوى وصلاح الدين لينهيار العراق كبلد كان له تأثيره الإقليمي العربي والاسلامي في صنع القرار حتى العام 2003 والمطلوب حتى تحقق أهدافها دعمها إقليمياً ودولياً لتحريرها من عصابات مصاصي الدماء .

هذا الواقع الشاذ أوجد وعن سبق إصرار وترصد قوى مرتبطة بإيران والعدو الصهيوني ، ولد حالة من العجز عن إيجاد أي حل عملي لإصلاح النظام الفاسد في سبيل مواكبة متطلبات الشارع وهي عصابات مارقة تعتدي على المواطنين الآمنين بالاعتقال والتصفيات والتعديات اللاأخلاقية فنشرت الفساد والإفساد في مجتمع له قيمه وتحكمه أصاله عربية إسلامية على مر العصور ، هذه العصابات التي جرى رهن أمر العراق بها منذ العام 2003 ووفق ما رسمه برايمر والمرجعية الإيرانية التي تدير شؤون الملالي في العراق العربي والموساد الصهيوني حيث تم منحها صلاحية إدارة شؤون العراق بصلاحيات لفعل فيها كل ما يؤدي لتراجعه وانهياره، دون تحميلها أي مسؤوليات يمكن حسابها عليها فحكومة الظل وحكومة المكاتب القذرة والكيانات الموازية والرديفة والأذرع ما فوق السياسية والأمنية والعسكرية، هي التي تدير شؤون العراق في ظل حاكم عسكري إيراني له الكلمة الأولى والأخيرة في إدارة شؤون البلاد والعباد .. والحل في ظل هكذا وضع صعب جدا في عراق يُبتلع منذ احتلاله إيرانياً وصهيو أمريكياً كما تبتلع الثقوب السوداء النجوم في المجرات أو الحوامات المائية التي تبتلع كل ما يقع في مركزها وفق ما شبه به المحللون السياسيون للوضع فيه.

وما ميز الحراك الشعبي أنه انطلق في ذات الوقت بداية في أغلب المناطق الشيعية ما ترك الحكومة ذات الأغلبية الشيعية حائرة وعاجزة عن مواجهتها، فلجأت لأسلوب البلطجة الذي تستخدمه في مواجهتها لكل تململ وقمعه بالقوة بالقتل والضرب والاعتقال وبالتهديد والوعيد وبمساندة مجاميع مسلحة تمثل الأحزاب وسلطة الملالي تعمل لصالح رجالات الحكومة ورئاسة الدولة التي تهمها شرذمة العراق وإبقائه عاجزاً وبلا قوات أمن وجيش يحميه من الفوضى من العبث الذي يبقيه ضعيفا لصالح إيران والعدو الصهيوني حيث وقفت تلك المليشيات عاجزة عن الرد على اعتداءات العدو الصهيوني ضد الشعب العراقي.

الثائرون العراقيون مطلوب دعمهم ضد قوى الظلم والطغيان لإنهاء حالة الاعتداء على الحريات العامة وإنهاء مليشيات الفوضى غير الخلاقة التي كان وراء وجودها الاحتلالين الأمريكي الإيراني والموساد الصهيوني الذي يعيث في البلاد فساداً وتصفيات لعقول العراق من علماء ومفكرين يستطيعون بالعودة بعد تحرير العراق حال وجودهم من إعادة بناه مثلما صنع علماء ألمانيا بعد احتلالها فأعادوها دولة اقتصادية أعادت وحدة ألمانيا في ربع قرن من الزمان.

فالبعث الباني سيبقى على ذات النهج فقد بان للقاصي والداني أن رجاله ممثلاً بالقائد المقدام القومي الذي بنى للعراق مجداً انقضَّت عليه شراذم الصفوية المرتبطة بالمشروع الصهيو أمريكي القاضي بتدمير الأمة وذبحها من الوريد للوريد خدمة للصهيونية والصفوية الحاقدة.

abuzaher_2006@yahoo.com

التعليقات على خبر: قراءات في المشهد العراقي

حمل التطبيق الأن